ما الحكمة من إباحة الطلاق
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز:
متى تعتبر المرأة طالقاً ؟ وما الحكمة من إباحة الطلاق؟
الاجابة:
تعتبر المرأة طالقاً إذا أوقع زوجها عليها الطلاق وهو عاقل مختار ليس به مانع من موانع وقوع الطلاق ، كالجنون والسكر ونحو ذلك . وكانت المرأة طاهرة طهراً لم يجامعها فيه ، أو حاملاً أو آيسة أما إن كانت المطلقة حائضاً أو نفساء أو في طهر جامعها فيه وليس حبلى ولا آيسة فإنه لا يقع عليها الطلاق في أصح قولي العلماء إلا أن يحكم بوقوعه قاض شرعي. فإن حكم بوقوعه وقع . لأن حكم القاضي يرفع الخلاف في المسائل الاجتهادية . وهكذا إن كان الزوج مجنوناً أو مكرهاً أو سكران ولو آثماً في أصح قولي أهل العلم ، أو قد اشتد به الغضب شدة تمنعه من التعقل لمضار الطلاق لأسباب واضحة يؤيد ما ادعاه من شدة الغضب مع تصديق المطلقة له في ذلك أو شهادة البينة المعتبرة بذلك ، فإنه لا يقع طلاقه في هذه الصور لقوله : *( رفع القلم عن ثلاثة الصغير حتى يبلغ ، والنائم حتى يستيقظ ، والمجنون حتى يفيق)* ، ولقوله عز وجل : -(مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ )-(النحل: من الآية106) ، فإذا كان المكره على الكفر لا يكفر، إذا كان مطمئن القلب بالإيمان ، فالمكره على الطلاق من باب أولى ، إذا لم يحمله على الطلاق سوى الإكراه . ولقوله (ص): *(لا طلاق ولا عتاق في إغلاق)* أخرجه أحمد وأبو داود ، وابن ماجه وصححه الحاكم . وقد فسر جمع من أهل العلم منهم الإمام أحمد رحمه الله ، الإغلاق بالإكراه والغض الشديد . وقد أفتى عثمان رضي الله عنه – الخليفة الراشد – وجمع من أهل العلم بعدم وقوع طلاق السكران الذي قد غير عقله السكر وإن كان آثماً . أما الحكمة في إباحة الطلاق فهي من أوضح الواضحات . لأن الزوج قد لا تناسبه المرأة وقد يبغضها كثيراً لأسباب متعددة ، كضعف العقل وضعف الدين وسوء الأدب ونحو ذلك . فجعل الله له فرجاً في طلاقها وإخراجها من عصمته ، حيث قال سبحانه : -(وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ)-(النساء: من الآية130)(1).
(1) كتاب فتاوى الدعوة ، فتاوى سماحة الشيخ بن باز 2/235.
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز:
متى تعتبر المرأة طالقاً ؟ وما الحكمة من إباحة الطلاق؟
الاجابة:
تعتبر المرأة طالقاً إذا أوقع زوجها عليها الطلاق وهو عاقل مختار ليس به مانع من موانع وقوع الطلاق ، كالجنون والسكر ونحو ذلك . وكانت المرأة طاهرة طهراً لم يجامعها فيه ، أو حاملاً أو آيسة أما إن كانت المطلقة حائضاً أو نفساء أو في طهر جامعها فيه وليس حبلى ولا آيسة فإنه لا يقع عليها الطلاق في أصح قولي العلماء إلا أن يحكم بوقوعه قاض شرعي. فإن حكم بوقوعه وقع . لأن حكم القاضي يرفع الخلاف في المسائل الاجتهادية . وهكذا إن كان الزوج مجنوناً أو مكرهاً أو سكران ولو آثماً في أصح قولي أهل العلم ، أو قد اشتد به الغضب شدة تمنعه من التعقل لمضار الطلاق لأسباب واضحة يؤيد ما ادعاه من شدة الغضب مع تصديق المطلقة له في ذلك أو شهادة البينة المعتبرة بذلك ، فإنه لا يقع طلاقه في هذه الصور لقوله : *( رفع القلم عن ثلاثة الصغير حتى يبلغ ، والنائم حتى يستيقظ ، والمجنون حتى يفيق)* ، ولقوله عز وجل : -(مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ )-(النحل: من الآية106) ، فإذا كان المكره على الكفر لا يكفر، إذا كان مطمئن القلب بالإيمان ، فالمكره على الطلاق من باب أولى ، إذا لم يحمله على الطلاق سوى الإكراه . ولقوله (ص): *(لا طلاق ولا عتاق في إغلاق)* أخرجه أحمد وأبو داود ، وابن ماجه وصححه الحاكم . وقد فسر جمع من أهل العلم منهم الإمام أحمد رحمه الله ، الإغلاق بالإكراه والغض الشديد . وقد أفتى عثمان رضي الله عنه – الخليفة الراشد – وجمع من أهل العلم بعدم وقوع طلاق السكران الذي قد غير عقله السكر وإن كان آثماً . أما الحكمة في إباحة الطلاق فهي من أوضح الواضحات . لأن الزوج قد لا تناسبه المرأة وقد يبغضها كثيراً لأسباب متعددة ، كضعف العقل وضعف الدين وسوء الأدب ونحو ذلك . فجعل الله له فرجاً في طلاقها وإخراجها من عصمته ، حيث قال سبحانه : -(وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ)-(النساء: من الآية130)(1).
(1) كتاب فتاوى الدعوة ، فتاوى سماحة الشيخ بن باز 2/235.